سكنت في حينا امرأة مع زوجها وكانت في الخمسين من العمر
ولم يكن لديهم أولاد وكان نساء الحارة يسألونها ألا يوجد لديكم أولاد فتقول لهم بلى لنا ولد واحد ولكنه مسافر
وكانت تتحدث كثيراً عن أبنها هذا كم تعذبت في حمله وكم تعذبت في تربيته كانت تبكي وتبكي من حولها من
الناس وفي أحدى الأيام طلبت مني أن أكتب لها رسالة إلى ولدها فقالت لي:
اكتب سلامي أولاً واكتب حنيني ثانياً
واكتب تسع تشهر حملتك جوا جوا حشاي تسع تشهر وأنت جار القلب
جيران اعز جيران أحب جيران
تسع تشهر أنت تكبر وأنا اكبر وأحس الدنيا غدت أكبر
تسع تشهر أقوم الليل نص الليل أصحا من الفجر ادعي
ألاهي لا تخيبني ألاهي لا تعذبني ألاهي ابعث الغالي
أربيه بدمع عيني وحق اسمك لكل شبر بندر لله
تسع تشهر بحياتي ما شفت أطول علي من تسع تشهر
وشوفك بالحلم تمشي على روحي على رمشي
أشوفك تحمل بنعشي
أشوفك تقراء في كتابك أشوفك سيد صحابك
شوفك جاي تتمختر متل عنتر لا مو مثل عنتر أنت أحلى أنت أكبر
أنت مثل القمر لما بنص اياموا يدور أنت لما تدب الصوت تخلي الدنيا تتمسمر
وأصحا من حلم غالي على لمسة عطف منك
احس بململة منك
على روحي تداعبني
اطير من الفرح لما على روحي تداعبني
تدري شلون ما أدري شو صورها رهن مني
ولا راجل يحس بنشوة الحامل يحس برعشة الحامل
حين لي جنين القلب خهطرلي اليوم ابعثلك حنين امك
حنين لي سرا دمها بشراينك واصبح يعتبر دمك
عساك انك تخبرني عن اخبارك اخفف عن البعد همك
لو ان بايدي زرعت اللهفة بعيونك عساك تفكر بامك
تعا يمي دخيل عيونك الحلوة تعا يمي ذبحني الشوق
عحب عينك عحب روحك عحب الله تعا يمي
تراني الليلة مشتاقة مثل ما ضيغت ناقة ابنهاا وتبكي على فراقه
بنهايتها لكل واحد عشق عينك تحياتي تحياتي
وحين لي انتهينا من كتابتها خذت مني رسالتها وضمتها على الجنيين باستها ورمتها برا ياخدها هبوب الريح
وقالت: الليلة توصلوا
وبكت وتنهدت صاحت
وحين لي غدت غابت
قالوا لي جميع الناس
مسكينا مضت العمر عاقر
ولا حبلت ولا جابت